الصفحة الرئيسية السيرة الذاتية قلم الشيخ مشاركات صحفية فتاوى وأسئلة كتب وأبحاث صوتيات ومرئيات فعاليات وأخبار
هنا يمكنك متابعة أخبار الموقع عبر البريد الإلكتروني
هنا يمكنك متابعة مواعيد محاضرات ولقاءات الدكتور عبر رسائل الهاتف الSMS
مثال: 9651111111
مخطط الموقع
مراسلة الموقع
RSS
28 ديسمبر
2008
العلاج بالقرآن الكريم ظاهرة جديدة الأنباء - الجمعة 17 من جمادى الآخرة 1416هـ 10 نوفمبر1995مـ - العدد 7003
أصبح العلاج بالقرآن الكريم ظاهرة جديدة تستوقف النظر، خاصة وأن انتشارها في ديار الإسلام خلال السنوات الأخيرة قد فاق كل التوقعات حتى أصبح كثير من المعالجين يمارسون عملهم في عيادات شبه رسمية.
ما حقيقة هذا المرض "العصري" الناجم عن إيذاء الجن للإنسان، ولماذا لا ينتشر إلافي ديار الإسلام فقط، وهل حقيقة يتحدث الجني المتلبس بالإنسان علي لسان المصروع، وما موقف الشرع من كل هذه القضية؟
التخبط من المس (يعني الجنون)
يقول الدكتور محمد عبد الغفار الشريف نائب رئيس اللجنة العليا للعمل علي استكمال تطبيق الشريعة اختلف العلماء في جواز تلبس الجني في بدن الإنسان، أي هل يمكن أن يدخل الجني في بدن الإنسان ومذهب أهل السنة أنه يمكن أن يتلبس الجني بدن الإنسان واستدلوا بقوله تعالي "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس" وذكر العلماء الآخرون أن التخبط من المس يعني "الجنون" وهذا بحسب ما كان يعتقده العرب من أن المجنون يتخبطه الشيطان فذكر لهم ما يعهدونه، ايضا وردت أحاديث منها قوله :"ان الشيطان ليجري من ابن آدم مجري الدم" وبهذا قالوا أيضا "بالوسواس" وليس بالمراد الحقيقي، أن كان هذا أو هذا فإننا نعتقد أن الشيطان ممكن أن يدخل بدن الإنسان بما اوتي من قدرات الله أعلم بها، لأننا نري أن الطعام والشراب وهما جسمان كثيفان يمكن أن يتحولا إلى حالة يجريان فيها مع الدم، ولكن لا نقر أو نؤيد ما نراه من أوضاع شاذة في المجتمع وخاصة ارجاع كل مسألة إلى تلبس وإلي تأثير أكثر مما يستحق وكان كل الأمور ترجع إلى الجن وهذا الحقيقة يوقع في البدعة وقد يوقع في الشرك واليعاذ بالله والابتعاد عن الله. فعندما يتوهم الإنسان ويعتقد أن للجن هذا التأثير يمكن أن يتخذه الها، لذلك ينبغي علي الدعاة إلى الله أن يتجنبوا الخوض بمثل هذه الأمور الغيبية التي لا تنضبط وليس عليها مؤشرات أو دلائل لا شرعية ولا عقلية ولا واقعية، فالشريعة لم تأت لتبين علامات إذا وجدت في إنسان يكون من جرائها مصروعا أو ممسوساً بالجن، وما ورد في ذلك أما أحاديث ضعيفة أو صحيحة غير فهي ليست حجة للعمل بها، وكذلك الاستدلال بأفعال العلماء من السلف فهذه ليست حجة إنما الحجة في قول الله وقول رسوله لان ما من إنسان إلا ويتأثر ببيئته، والنبي قال: "يولد المولود علي الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه" فالإنسان – أي إنسان ماعدا المعصوم يتأثر بما في بيئته من أفكار ومن آراء.
ولذلك نجد أن الفقهاء من المتقدمين قد بنوا بعض الأحكام علي معلومات علمية خاطئة كانت دارجة في زمانهم، ثم اكتشف العلم خلافه، ومن ذلك كلام بعض العلماء بشأن هذه المسألة.
لا دليل
فإما أن الجني يتكلم علي لسان المصروع فهذا ليس فيه دليل بل علم النفس الحديث وحتى من كلام علمائنا السابقين أن الإنسان قد يصاب بانفصام شخصية، وأن الإنسان بحسب معلوماته وخبرته القديمة قد يتكلم بلغات وفي طرق مختلفة، فلا يوجد دليل علي هذا.
فمن قال بأن هذا تلبس فقد أفتي بما لا يعلم ونسب للدين ما هو برئ منه وتحكم بالقول علي الله عز وجل، ولذلك ينبغي أن لا يخوض ولا يدخل هذا المجال إلا من يعرفه ويحسنه، وليست هي قضية تجارب علي الناس، كما لا يجوز أن يطلب كل إنسان لا يجوز أن يمارس هذا العمل كل إنسان وأنا أري أن أكثر هؤلاء من الدجالين ومن الذين يستغلون حاجات المستضعفين لان المريض أو الضعيف كالغريق الذي يتعلق ولو بقشة، وهؤلاء ارادوا أن يتخذوا من هذه الأشياء ستائر أما لإظهار أنفسهم في هيئة الصالحين وأما أن يكتسبوا من وراء هذا أو يستغلوا ضعف الناس.
استدارج
كذلك فإن العلماء قالوا ليس بالضرورة أن "الكرامات" تظهر فقط علي أيدي الصالحين، لان بعضها استدارج، فبعض هذه الأمور تظهر علي أيدي الكفرة ومنهم السحر حيث تظهر من بين ايديهم أعمال خارقة، وقد يتعامل بعض هؤلاء مع الجن بطرق غير مشروعة، ويظهر أمام الناس أنه يقرأ القرآن الكريم، لكنه في واقع الأمر كذابا، لأن الذي يقرأ القرآن الكريم يجب أن يلتزم بآدابه وبأحكامه، والنبي علمنا كيف نرقي انفسنا ونرقي ابناءنا فنقرأ آية الكرسي والمعوذات والأدعية الشرعية، فهكذا كان يفعل النبي وكان يرقي بها ابناءه وعلم الصحابة أن يفعلوا. فلم يفتح الرسول بابه ليقرأ علي الناس أو ليعالج المصروعين ولو ثبت شيئا من ذلك فإنما كان عرضا وليس وظيفة، فينبغي أن نتجنب هذ ه الأمور التي لها ضابط علمي يمكن أن يرجع اليه وممكن أن تدخل فيه قضايا الدجل الكثيرة.
طلب الرقية
كذلك فإن الذهاب لمن يرقي يخالف التوكل علي الله عز وجل، فعلي الإنسان أن يرقي نفسه بنفسه ويرقي أهله أفضل من الذهاب لمتعاطي الرقية وطلب الرقية منهم، فإن النبي كان يقرأ في يديه وينفث علي نفسه.
تلبيس إبليس
من المعالجين عن طرق الرقية من يستنطق الجني ويسأله هل أنت مسلم أو كافر ومن أين أتيت وغيرها من الأسئلة فما رأيك في ذلك؟
كثير من هؤلاء يلبس عليهم الشيطان، وهذا من تلبس ابليس عليهم حتى يظهرهم في زي الصالحين فيكون هذا مجال للغرور وللاستدراج وانه يخاطب الجني ويسلم علي ايديه- فهذا كما قلت من تلبيس إبليس- وبعضهم يفرح بهذا الفعل- ما هي ادلتك سواء الشرعية أو العقلية بأن الذي يتحدث معه "جني" وأنه ليس الإنسان يتكلم بلسان آخر والعلم اثبت أن الإنسان ممكن أن يتكلم بلسان آخر وتنفصم شخصيته كذلك فإن ما انفرد به عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال "ياسارية الجبل" فكيف سمع ذلك وهو بعيد عنه، فهذه من كرامات الله والتي تكون خارقا للعادة لا للعقل، فينبغي للإنسان أن يحرص ولا يحكم بغير ادلة، أما الأخذ باقوال بعض أهل العلم فإن أهل العلم يتأثرون ببيئاتهم ويفهم النص وفق بيئته ولذلك لا ينكر تغير الاحكام بتغير الزمان، فيجب أن نحرص ولا ندخل في هذه المتاهات ولا نوهم الناس بأن الذي نفعله من الدين وبعد ذلك يتضح أنه خطأ، عند ذلك يعتقد الناس أن الدين هو الذي يبني علي الخرافات هو دين يجب تركه، والدين برئ من ذلك.
وصل الأمر ببعض المعالجين عن طريق الرقية استخدام الضرب والصعق الكهربائي فما رأيك في ذلك؟
هذا الفعل لا يجوز شرعا لان هذا اعتداء علي إنسان- سواء كان مسلما أو كافر- يغير حق، فلا يجوز أن يعتدي إنسان علي إنسان آخر بالضرب، ومن يفعل هذا الفعل ليس عنده دليل علي جواز الضرب، إنما يذكر بعض أفعال العلماء ونحن نقول أن أفعال العلماء ليست بحجة مهما بلغت درجاتهم، لانهم يتأثرون ببيئاتهم، أما النبي فلم يضرب ولم يصعق.
كذلك فإن الذي يستعمل في مستشفيات الأمراض النفسية الصعق بـ"12فولت" وهؤلاء المعالجين يصعقون بـ"240 فولت" وهذا يحدث تلفا في الجهاز العصبي والعقلي للإنسان، ويحدث تحللا للدم، وممكن أن يقتل هذا الإنسان، وبالفعل حدثت حوادث من جراء الصعق واستعمال الضرب.
ومن يزعم أن هذا الصعق وهذا الضرب من أجل أخراج الجني- أقول له ما دليلك وكيف عرفت ذلك- "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" وكيف عرفت أن هذا الصعق يؤثر علي الجني ولا يؤثر علي الإنسان، فالطب اثبت أن هذا الصعق يتلف خلايا العقل للإنسان ويتلف خلايا الجسم، فكيف يقولون أنه يؤثر علي الجني- أين شاهدوا هذا الجني الذي يتأثر بالكهرباء، فمن يقول بهذا القول انما الجني في رأسه هو.
وخلاصة القول أن الرقية الشرعية تكون فقط بقراءة القرآن الكريم من غير ضرب ولا صعق وغيرها من الأمور غير المشروعة.
المعالجون يحتاجون إلى علاج
كلمة أوجهها لهؤلاء المعالجين أن أكثرهم يحتاج إلى علاج، وعلاجه أن يتفقه في دين الله وأن ينظر فيما يصلح أحواله وأحوال أهله واسرته وآخرته وان لا يضيع وقته فيما لا فائدة فيه وهو يعتقد أنه يحسن الصنع، قال تعالي "قل هل انبئكم بالاخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهو يحسنون أنهم يحسنون صنعا".
فالانسان يجب أن يتعلم ويتفقه ويعرف ومن ثم ينطلق علي بصيرة فلا مانع إذا تبصر وتعلم احكام الشرع وتعلم ما يتعلق بعلم النفس وما يتعلق بعالم المغيبات أنه بعد ذلك أن يعالج أن استطاع لكنني اعتقد ان من يتمرس يعرف أنه كان علي خطأ، ومن هذا ما حدث للشيخ علي العمري وهو إنسان أن شاء الله صادق، لانه عندما وصل القمة في مسائل الجن وهذه الأمور تراجع وما منعه ذلك من أن يقول انني كنت علي خطأ، ولذلك انكر كل هذه الأمور وتبرأ منها، مع أنه كان في السابق من أكثر المعالجين بالقرآن الكريم ويحضر الجن، وقال بعد ذلك أن كل ما حدث غير صحيح، وإنما كانت أوهام وإن التلبس في حقيقته ما هو إلا امراض نفسيه، فالشيخ العمري لم يقل بهذا إلابعد قراءات طويلة في الكتب وتجارب عديدة وبعدها ثبت بما لا يدع مجالات للشك أن كل ما كان يفعله في السابق خطأ وغير صحيح.
جميع الحقوق محفوظة
1426 هجرية