قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148)الأنعام
أنا مثل غالبية المسلمين اتبع الآية ولا أتبع الحكاية وأصدق الحديث ولا أصدق التدليس
واعرف أن الله قال " وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) النساء
إن ما ذكر عن المهدي لم يُذكر في كتاب ـ الله قطعي الثبوت عن الله ورسوله ـ ولم يذكر في البخاري ومسلم وهذان الكتابان اصح كتب الحديث وأما ما ذكر في كتب الحديث الأخرى فأكثره ضعيف أو موضوع أي مكذوب ولذلك خلت كتب العقيدة المعتبرة من إي إشارة عن المهدي وذلك أن الغيبيات لا يجوز أخذها إلا من القرآن أو ما تواتر من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأما ما صححه بعض علماء المسلمين منه فهو لا يخرج معناها عن معنى نفس الأحاديث الآتية : " أن الله يبعث على كل رأس مائة عام من يجدد لها أمر دينها
" أو حديث " تفترق أمتي على بضع وسبعون شعبة كلهم في النار إلا ملة واحدة فقيل له ما الواحدة قال ما أنا عليه اليوم وأصحابي "
أو حديث " مازالت طائفة من أمتي قائمة على الحق لا يضرها من خالفها إلى قيام الساعة " أو مثل حديث " لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته "
وكذلك حديث " تكون الخلافة الراشدة بعدي ثلاثون ثم ملك عضوض ثم تعود خلافة راشدة"
وهذا لا يعني أن كل أي واحد يغتر بنفسه أو متعصب لطائفة يقول أنا المجدد أو فلان المهدي أو نحن الطائفة على الحق أو فلان الغرس أو هو أمير المؤمنين , وغاية هذه الأحاديث أن تعطي الأمل للناس في الخروج من المظالم إلى عهد يقام فيه العدل وتتحقق فيه عدالة الله وأحكام شرع الله عز وجل .
وكذلك أؤمن وأصدق الآية الربانية قطعية الثبوت
" . وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشكُرُونَ (58) الأعراف "
فالمهدي الذي أؤمن به لا يعدوا إلا أن يكون قائد مؤمن تقي زكي يظهر أو يخرج كنتيجة طبيعة لمجتمع مؤمن ومتمسك بدينه , و متوحد غير متفرق ومن غالبية جماعة المسلمين المهتدين لا الضالين ولا المغضوب عليهم , وهذا ما يتفق مع معنى الآية السابقة وأيضا يتفق مع سنة كونية تتكرر بتكرر ظروفها ونشوؤها وهي من قوله تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " وكذلك الحكمة القائلة (أينما تكونوا يول عليكم) فإن كنا ضالين سيظهر الحاكم الضال وإن كنا مهتدين سيظهر الحاكم المهتدي , وكلما حدثت الهداية ظهر الحاكم المهدي وكلما حدث الضلال ظهر الحاكم الضال , أي أنه إفراز طبيعي حسب حالة المجتمع ,وهذا مصداق قوله تعالى "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)النور" فالتمكين طبقا للآيات المحكمات لعباد الله المؤمنين الذين يعملون الصالحات , والآيات لم تحدد نسب ولا عرق ولا صفات شكلية كالتي يقولها البعض فدعواهم هذه تشبه ما يفعله الحاكم الضال عندما يريد أن يعين موظف معين من أهل ولاءه وحزبه فيكتب في الإعلان المنشور في الصحف مطلوب موظف بصفة كذا وكذا وفي قفاه حسنة , أو الطائفة المتعصبة لذاتها أو صفاتها أو جنسها أو نسبها التي تعتبر نفسها المختارة أو هي الموعود بالقيادة والسيادة والآخرون عبيد مُتبعون هل تريدون أن يتبع الإسلام أهوائكم كما ضل اليهود فظنوا أنفسهم شعب الله المختار ونشروا في الأرض الفساد بظنهم أو كالهنود الذين قسموا الناس طبقات أسياد و عبيد أو مثل النازية الألمانية وأقامت الحروب بسببها أو مثل سلالة إمبراطور اليابان الذي أطلقوا على أنفسهم سلالة السماء و استعبدوا الناس من وراءها أو كالدالاي لاما الذي عبده أتباعه , إنها حقا شهوة وهوى إنساني يستبد ببعض الناس فيظنوا بأنفسهم علوا ورفعة "وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ..... (71)المؤمنون" هل تريدون أن يقول الناس ولقد قالوها فعلا أن محمد أخترع دين الإسلام ليولي ذريته حكاما على الناس. إن كتاب الله لم يأتي ليرفع جنس فوق جنس ولا نسب على نسب وهو القائل " فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103)المؤمنون " يا إخوتي دين الله ساوى بين البشر جميعا لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى , و الجنة يدخلها العبد الحبشي والنار يدخلها الشريف القرشي , كلنا لآدم وآدم من تراب , الله لم يفرق بين الرسل فكيف نفرق نحن بين البشر , الله يرفع الناس بالإيمان والعلم والتقوى" يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"و" إن كرمكم عند الله أتقاكم " أما نحن فنرفع الأنساب و الأعراق , وهذا هو الفرق بين الوحي الرباني واللغو الإنساني هذه ليست رائحة الوحي الإلهي هذه رائحة بشرية مغموسة بوهن وهوى وضعف البشر.
إن حلم الإنسان بالعدالة المفقودة جعله يحلم بالمدينة الفاضلة " اليوتوبيا" عند الفلاسفة, و بالمخلص عند أهل الكتاب وها نحن نخترع المهدي ونضع له صفات محددة تنطبق على شخوص محددين بنسب محدد وعرق معين , هذا الاختراع أنما تولد نتيجة استيلاء عائلة أمية على الحكم فظن أحفاد أمير المؤمنين على ولهم قربى من رسول الله أنهم أولى بالحكم من عائلة أمية واستغلوا حب الناس لأولى قربي النبي صلى الله عليه وسلم وإتباع الناس للآية والحديث فاخترعوا الحديث وأولوا الآية ما لم تقله.
أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110)التوبة
لماذا تجعلون الله محابيا لفئة أو لعائلة معينة من البشر دون سائر البشر أليس هذا يتناقض مع عدل الله مع عباده , لقد شبهتم دين الله بحكم فرعون يميز بين أتباعه يستضعف طائفة ويقوي أخرى وحاشا لله و تعالى الله عما يصفون علوا كبيرا, لماذا جعلتم القرآن عنصريا كما جعلت اليهود التوراة عنصريا , لو كان رسول محابيا أبناء علي حقا لفعل هذا في حياته ولوَرث علي الخلافة في حياته وبعد مماته ولكن هذا لم يحدث ولو كان الله محابيا نسل رسول الله لقال كن فيكون ولد من نسل رسول الله مباشرة ولكن الله أراد شيئا آخر حيث قال " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم " ليقطع ألسنة من يريدون نظام التوريث البغيض .
إن من أخترع المهدي أراد أن يبرر تقاعسنا أو يرفع عنا ذنب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقول كلمة الحق وجهاد الفراعين هل نطمع أن يبعث الله لنا مهدي ونحن قد استمرأنا الخضوع لأهوائنا وطواغيتنا وإتباع الشهوات وقد غرقنا في ذل المعاصي .
ولكن المهدي و أي خير من الله إنما ينزل بشرط بَـينـته هذه الآية " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(96)الأعراف" .
أنا كغالبية المسلمين أؤمن أن الله أكمل الدين وأتم النعمة ورضي لنا الإسلام دينا , وأن من جاء وقال أنكم مازلت أطفال ولم تنضجوا بعد ومازلتم تحتاجون إلى مهدي يقودكم كما يقود البصير الأعمى فأقول له لست بأعمى وأنا أتبع الكتاب والسنة لا أتبع الظنون ولكن الأعمى " وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)طه " والذكر هو القرآن لست بأعمى وقد أرشدني ربي فقال الله تعالى " ....وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83) النساء" وأولي الأمر هم أهل العلم فكيف أحتاج إلى غائب يقودني إلى الهدى ودين الحق
أنا لست مغفلا فأظن أن هناك مهدي حي وقد قال لي ربي " وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)الأنبياء
يوم يظهر حاكم يملأ الأرض عدل بعد أن ملئت جورا ـ مع العلم أني لدي أمل حقيقي في صلاح الدنيا وظهور حكاما عادلين واستئناف الحياة الإسلامية التي بدأها سيدنا محمد وصحبه الكرام بجهد بشري لا بالعصا السحرية ـ لسوف أعطيه اللقب " المهدي " وأي لقب أخر اجل وأعظم من كلمة المهدي وليكن الناصر كصلاح الدين وليكن الصديق كأبي بكر أو الفاروق أو العادل أو كل تلك الألقاب وليس مهم عند اللقب المهم العمل كل من تلقب من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنما تلقاه بسبب عمله لا بسبب نسبه وشكله ولا وصفه ولا حتى علمه أو منصبه , ولا يهمني من أي بيت ظهر أو من أي قبيلة أتى ولا لونه ولا عمره ولا نسبه ولا جنسه ولا شكله فقط يهمني معيار القرآن وهو الإيمان والعلم والتقوى والعمل الصالح .
ولمن أراد أن يعرف الحقيقة فإن العناوين التالية فيها الكفاية